استخدام خدمات الاتصال في الإنترنت في العملية التعليمية ورقة عمل مقدمة إلى ندوة التربية والاتصالصفر 1428هــ د. عبدالله بن عبدالعزيز الموسىعميد كلية علوم الحاسب والمعلوماتجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الملخص
يتميز العصر الذي نعيش فيه بأنه عصر التقنية والإتصال ، والمتابع للنقلة النوعية التي أحثتها ثورة الإتصالات والمعلومات في العالم يدرك أن أثر هذه النقلة لم تقتصر على قطاع معين بل شملت كل القطاعات سواء القطاع الصناعي أو التجاري بل أثرت حتى في ثقافة المجتمعات وتعليمها وسلوك أبنائها ، إذ لم يعد خافيا على الجميع أن تأثير التلفزيون والإنترنت أصبح يشكل أثرا كبيرا على الأطفال. وتهدف هذه الورقة إلى معرفة الخدمات التي تقدمها التقنية الحديثة فلي العملية التعليمية، ونظراً لتشعب الخدمات التي يمكن توظيف هذه التقنية فيها لذا سوف يقتصر الحديث في هذه الورقة عن استخدامات خدمات الإتصال في الإنترنت وتوظيفها بفاعلية في التعليم ومن أهم الخدمات البريد الإلكتروني ، غرف الحوار، المجموعات، الشبكه العنكبوتية...الخ . كما أن هذه الورقة سوف تتحدث عن الخدمات التي يمكن من خلالها توظيف الجوال في العملية التعليمية وأخيرا تحدثت الورقة عن بعض أضرار التقنية الحديثة على أطفالنا...
مقدمة:تعاقبت الأحداث خلال الخمسين سنة الماضية بصورة مذهلة في مجال الحاسب الآلي وتطبيقاته، حيث ظهر الحاسب الآلي في البداية ثم دعمت إمكانياته. وما إن حلت الثمانينات من القرن العشرين حتى كان الحاسب الشخصي يحتل مكان الصدارة في الصناعات العسكرية والمدنية وشهدت الأعوام التالية تطورات بدأت مع زيادة قدرات الأجهزة وربطها مع بعضها البعض لِتكوّن شبكة تستطيع فيها الأجهزة أن تتبادل الملفات والتقارير والبرامج والتطبيقات والبيانات والمعلومات وساعدت وسائل الاتصالات على زيادة رقعة الشبكة الصغيرة بين مجموعة من الأجهزة ليصبح الاتصال بين عدة شبكات واقعاً ملموساً في شبكة واسعة تسمى الإنترنت (Internet).
وفي بداية التسعينات بدأ استخدام هذه الشبكات كعنصر أولي وأساسي للأعمال التجارية، وأصبحت مصدراً من مصادر الحصول على المعلومات بوقت قياسي، وازداد عدد مستخدمي هذه الخدمة إلى أكثر من مليار مستخدم لهذه الشبكة على وجه العموم.
حَقاً إن العالم يَمُر بحقبة جديدة في تطور سبل إيصال المعلومات. فتقنيات الاتصالات تتفجر يوماً بعد يوم ولا يمكن التنبؤ لعالم الاتصالات في المستقبل حيث يقول سيتلر (Saettler)" ليس من السهل التنبؤ بمستقبل استخدام التقنية في مجالات الحياة، ولكن التنبؤ السهل الذي ينبغي أن يُبنى عليه المستقبل هو أن الأشياء التي تحصل عادة تكون أكبر مما تم توقعه" .
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أصبح تداول المعلومات عن طريق الحاسب الآلي باستخدام الإنترنت أمراً يدعوا للحيرة والقلق بنفس الوقت. وعندما تحدث Will Hively))عن عصر (قرن) المعلومات قال" إن الألياف البصرية سوف يكون لديها القدرة على إرسال مئات المحطات التلفزيونية وسوف تتيح الفرصة لكل بيت للدخول إلى مكتبات العالم بل سوف تكون لدى هذه الألياف القدرة على حمل أكثر من 10 ملايين رسالة في الثانية"
ثم علق على هذا جوردون و جينيتي Jordon and Jeannette)) بقولهما " نحن بحاجة إلى إعادة تصميم منازلنا من حيث أنها سوف تكون مصدراً من مصادر التعلم في القرن القادم" ثم إن تعلم الفرد على التعامل مع التقنية بجميع مفاهيمها يعتبر من المطالب والمقومات الأساسية لبناء المجتمعات في العصر القادم.
ونظراً للتغيرات الكبيرة التي يشهدها المجتمع العالمي مع دخول عصر المعلومات وثورة الاتصالات، فإن برامج المؤسسات التعليمية بحاجة إلى إعادة النظر والتطوير لتواكب هذه التغيرات في مجال الحاسب الآلي من أجل العيش في هذا الكوكب الأرضي. ولقد لمس التربويون في الآونة الأخيرة هذه الأهمية، ولذا فقد تعالت الصيحات من هنا وهناك لإعادة النظر في محتوى العملية التربوية وأهدافها ووسائلها بما يُتيح للطالب اكتساب المعرفة المتصلة بالحاسب. يعلق على هذا فخرو بقوله " … وقد اقتنعت العديد من الدول بضرورة إعادة النظر في النظام التعليمي برمته، وتكييفه ليتوافق مع عصر المعلومات وذلك على ضوء اعتبارين اثنين: الأول هو ضرورة أن يستغل النظام التعليمي مكتسبات علوم وتكنولوجيا المعلومات. والاعتبار الثاني هو الترياق الواقي الذي يتعين على نظام التعليم تقديمه ضد الأثر السلبي لتكنولوجيا المعلوماتية في الكائن البشري".
ونتيجة لهذه الأهمية قامت بعض الدول الصناعية بوضع خطط لبناء المجتمع المعلوماتي - إن صح التعبير- ففي سنة 1971 بدأ معهد تطوير استخدامات الحاسبات باليابان(Computer Usage Development Institute) بعمل دراسة لطبيعة المجتمع الياباني بعد عام 2000 وقد أوضحت الدراسة أنه بحلول عام 2000 سيعتمد الاقتصاد على المنتجات المعلوماتية وليس على الصناعات التقليدية، أما بريطانيا فقد نشرت خطتها الوطنية للمعلوماتية في عام 1982 ضمن وثيقة بعنوان " منهج لتقنية معلوماتية متقدمة: تقرير عام ألفين" وقد أوضح التقرير أن بريطانيا قد بدأت تفقد موقع أقدامها في هذه الأسواق وأنها سوف تضطر إلى استيراد المنتجات المعلوماتية.
أسئلة البحث: يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
س 1: ما مجالات توظيف خدمات الاتصال في الإنترنت في العملية التعليمية ( البريد الإلكتروني، القوائم البريدية، غرف الحوار، المجموعات، برامج المحادثة).
س2: ما مجالات توظيف الجوال في العملية التعليمي كوسيلة اتصال؟
س3: ما أضرار استخدام تقنية المعلومات في العملية التعليمية؟
أهمية البحث: تتجلى أهمية البحث في الآتي:
1. هذه الورقة تتناول موضوع تقنية المعلومات الحديثة وتوظيفها في التربية والتعليم، وهي أنها تتناول موضوع قال عنه جوردون و جينيتي
1994 Jordon and Jeannette)، 1994) " نحن بحاجة إلى إعادة تصميم بيوتنا حيث أنها سوف تكون مصدراً من مصادر التعلم في القرن القادم"ص 89.
2. أن استخدام هذه التقنية الجديدة في التربية والتعليم سيكون ضرورة ولذا لابد من الأعداد والتخطيط لهذه التقنية.
أهداف البحث:تهدف هذه الورقة إلى معرفة كيفية توظيف التقنيات الحديثة وبالأخص شبكة الإنترنت في العملية التعليمية من أجل الحصول على المعارف والمعلومات بأسهل الطرق وبأسرع المُثل وبأقل تكلفة. وبالجملة فإن هذه الورقة تهدف إلى:
1. التعرف على مفهوم الإنترنت وكيفية استخدامها كوسيلة اتصال في العملية التعليمية.
2. معرفة أهم الأضرار الناتجة عن استخدام التقنيات في التعليم.
حدود البحث:إن المتتبع للدراسات والبحوث والكتب التي تناولت استخدام تقنية المعلومات وتوظيفها في العملية التعليمية يجد أنها كثيرة جداً. لذا سوف يقتصر الحديث في هذه الورقة عن استخدامات خدمات الإتصال في الإنترنت وتوظيفها بفاعلية في التعليم ومن أهم الخدمات البريد الإلكتروني ، غرف الحوار، المجموعات،...الخ . كما أن هذه الورقة سوف تتحدث عن الخدمات التي يمكن من خلالها توظيف الجوال في العملية التعليمية وأخيرا تحدثت الورقة عن بعض أضرار التقنية الحديثة على أطفالنا...
منهج البحث:إن المتتبع للأبحاث التربوية ليجد أن مناهجها إما أن تُركّز على توزيع الاستبيانات وتحويلها إلى أرقام وإحصائيات فتصبح كمية، أو يقوم الباحث بوضع الفروض والضوابط ويقارن بين المجموعات المنضبطة وغير المنضبطة فتصبح تجريبية، أو يقوم الباحث بتحليل محتوى الكتب المدرسية فيصبح البحث كيفياً. أما المناهج الأخرى فهي قليلة الاستخدام وذلك راجع إلى صعوبتها من جهة وإلى عدم التركيز عليها من قبل التربويين من جهة أخرى. وللوصول إلى نتائج علمية في هذه الدراسة فإن الباحث سوف يركز على الاهتمام بتحليل المفهوم وتعريفة ثم تطبيقاته من خلال تحليل وتركيب نتائج عديدة من الدراسات والكتابات السابقة دون اللجوء إلى دراسة ميدانية أو تحليل لمضمون الكتب المدرسية. وهذا هو ما يُعرف في قاموس Good بمنهج الاستقصاء Deliberative وهو منهج علمي يمكن استخدامه في البحوث التربوية.
مصطلحات البحث:الإنترنت (Internet): هي المنظومة العالمية التي تربُط مجموعة من الكمبيوترات بشبكة واحدة وكلمة إنترنت مختصرة من كلمة (Internetwork).
البريد الإلكتروني(Electronic Mail): هو تبادل الرسائل عبر الشبكة سواءً كانت نصية أو مصحوبة بعناصر متعددة الوسائط(مثل الصوت، الصورة، الفيديو…الخ)
مجموعات الأخبار(News Group) (Usenet): وهي الأماكن التي يجتمع فيها الناس لتبادل الآراء والأفكار أو تعليق الإعلانات العامة أو البحث عن المساعدة في موضوع معين.
القوائم البريدية (Mailing List): قائمة بعناوين بريد إلكتروني بغرض تحويل الرسائل إلى مجموعة من الأشخاص.
الشبكة العنكوبوتية(World Wide web): برنامج يساعد المستخدم للحصول على معلومات كتابية، أو مسموعة، أو مرئية عبر صفحات إلكترونية يتصفح فيه المستخدم عبر حاسبه الآلي.
الإطار النظري:أولاً: استخدامات الإنترنت في التعليم: إن المتتبع للتغير المستمر في تقنيات تحديث قوة وسرعة الحاسب الآلي يستطيع أن يدرك أن ما كان بالأمس القريب الأفضل تقنيةً والأكثر شيوعاً أصبح أداءه محدوداً ، أو ربما أصبح غير ذي جدوى (Obsolete). وقياساً على هذا التسارع الكبير ، والمخيف أحياناً ،يؤكد ( ثرو 1998) أن "التأثير الحقيقي لثورة المعلومات والاتصالات يوجد أمامنا وليس خلفنا." (20).
وتعتبر الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة وقد عرفها كاتب (1417) بقوله " ….. الإنترنت هي شبكة ضخمة من أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة ببعضها البعض والمنتشرة حول العالم" (ص 27). وقد أكد على هذه الأهمية (Ellsworth,1994) حيث قال " إنه من المفرح جداً للتربويين أن يستخدموا شبكة الإنترنت التي توفر العديد من الفرص للمعلمين وللطلاب على حد سواء بطريقة ممتعة" أما (Watson, 1994) فقال " تعتبر وسائل الاتصالات الحديثة من أهم الأدوات التي استخدمتها في التدريس"ص 41.
هذا ويشير بعض الباحثين إلى أن الإنترنت سوف تلعب دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر، وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي. فعن طريق الفيديو التفاعلي (Interactive Multimedia) لن يحتاج الأستاذ الجامعي مستقبلاً أن يقف أمام الطلاب لإلقاء محاضرته ، ولا يحتاج الطالب أن يذهب إلى الجامعة ، بل ستحل طريقة التعليم عن بعد (Distance Learning) بواسطة مدرس إلكتروني وبالتالي توفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة. ويضرب المؤلف مثالاً حياً لدور خدمات الإنترنت في عملية التعليم ، وبالتحديد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الذي قدم ولأول مرة برنامجاً لنيل درجة الماجستير في "إدارة وتصميم الأنظمة" دون الحاجة لحضور الطلاب إلى الجامعة.
ويرى بعض الباحثين في هذا المجال أمثال ( ثرو، 1998)أن هذه الطريقة الإلكترونية في التعليم مقتصرة فقط على المناهج الدراسية التي يغلب على محتواها أساليب العروض التوضيحية وذات الطابع التخيلي، لكن الحقيقية أن هذه الطريقة يمكن تكييفها لكل الأقسام العلمية، ثم أن هذه التقنية التعليمية المستقبلية ستكون مناسبة لبعض الدول النامية التي تفتقر إلى عاملي الكم والكيف في كوادر المعلمين.
وقد علق على تطبيقات الإنترنت في التعليم بيل جيتس (1998) مدير عام شركة مايكروسوفت العالمية بقوله "…فإن طريق المعلومات السريع سوف يساعد على رفع المقاييس التعليمية لكل فرد في الأجيال القادمة، وسوف يتيح - الطريق- ظهور طرائق جديدة للتدريس ومجالاً أوسع بكثير للاختيار….وسوف يمثل التعلم باستخدام الحاسوب نقطة الانطلاق نحو التعلم المستمر من الحاسوب… وسوف يقوم مدرسو المستقبل الجيدون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات عبر طريق المعلومات السريع، فسيظل مطلوباً منهم أن يدركوا متى يختبرون، ومتى يعلقون، أو ينبهون، أو يثيرون الاهتمام" ص 320-321.
هذا وقد أكد (Jacobson, 1993) أن المدرسين لديهم القناعة التامة أن استخدام التقنية يساعد في تعليم الطلاب وتحصيلهم، ثم خلُص إلى أن استخدام البريد الإلكتروني في البحث والاتصال يساعد على توفير الوقت لدى الطلاب، وأن معظم أساتذة الجامعات لا يرغبون تخصيص الوقت الكافي لاستخدام التقنية داخل الفصل الدراسي.
أما (Williams, 1995) فقد ذكر أن هناك أربعة أسبابٍ رئيسية تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي:
1. الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.
2. تُساعد الإنترنت على التعلم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب ، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه.
3. تساعد الإنترنت على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة.
4. تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس ذلك أن الإنترنت هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة. كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن التأثير المستقبلي للإنترنت و الإنترانت على التعليم سوف يتضمن بعداً إيجابياً ينعكس مباشرةً على مجالات التعليم للمرأة المسلمة والذي سوف يجنبها عناء التنقل داخل وخارج مجتمعها ، وفي نفس الوقت سوف يوفر لها تنوعاً أوسع في مجالات العلم المختلفة.
واستخدام الإنترنت كأداة أساسية في التعليم حقق الكثير من الإيجابيات. وقد ذكر كل من (Bates, 1995 Eastmond, 1995& ؛ Wulf, 1996) الإيجابيات التالية:
1. المرونة في الوقت والمكان.
2. إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف العالم.
3. عدم النظر إلى ضرورة تطابق أجهزة الحاسوب وأنظمة التشغيل المستخدمة من قبل المشاهدين مع الأجهزة المستخدمة في الإرسال.
4. سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة (CD-Rom).
5. سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت.
6. قلة التكلفة المادية مقارنة باستخدام الأقمار الصناعية ومحطات التلفزيون والراديو.7. تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية يساعد على إيجاد فصل مليء بالحيوية والنشاط.
8. إعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي.
9. سرعة التعليم وبمعنى آخر فإن الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليدية.
10. الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات في أي قضية علمية.
11. سرعة الحصول على المعلومات.
12. وظيفة الأستاذ في الفصل الدراسي تصبح بمثابة الموجة والمرشد وليس الملقي والملقن.
13. مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالمية إن صح التعبير.
14. إيجاد فصل بدون حائط (Classroom without Walls).
15. تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب.
16. عدم التقيد بالساعات الدراسية حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الإنترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت.
ونظراً لتشعب الخدمات التي يمكن توظيف هذه التقنية فيها لذا سوف يقتصر الحديث في هذه المحاضرة عن استخدامات خدمات الإتصال في الإنترنت بفاعلية في التعليم ومن أهم الخدمات وقبل الحديث عن هذه الخدمة فسوف أقوم بتعريف لهذه الخدمات ومن ثم تطبيقات كل خدمة:
ثانياً: استخدامات البريد الإلكتروني (Electronic Mail
) في التعليم. البريد الإلكتروني (Electronic Mail) هو تبادل الرسائل والوثائق باستخدام الحاسوب ويعتقد كثير من الباحثين أمثال كاتب (1417) أن البريد الإلكتروني من أكثر خدمات الإنترنت استخداماً وذلك راجع إلى سهولة استخدامه. ويعزو (Eager, 1994) نمو الإنترنت بهذا السرعة إلى البريد الإلكتروني ويقول " لو لم يوجد البريد الإلكتروني لما وجدت الإنترنت " ص 79.
بل ويذهب البعض أبعد من ذلك ويقول من أنه- البريد الإلكتروني- يعد السبب الأول لاشتراك كثير من الناس في الإنترنت. ويعد البريد الإلكتروني أفضل بديل عصري للرسائل البريدية الورقية ولأجهزة الفاكس . ولإرسال البريد الإلكتروني يجب أن تعرف عنوان المرسل إلية، وهذا العنوان يتركب من هوية المستخدم الذاتية، متبوعة بإشارة @ متبوعة بموقع حاسوب المرسل إلية.
هذا وقد تساءل (Leu & Lue, 1997) حول الوقت الذي يحتاجه الشخص لتعلم البريد الإلكتروني وعن علاقة الوقت الذي أمضاه المتعلم بالفوائد التي سوف يجنيها فقال "….حقاً كثير من الناس يستكثرون الوقت الذي يمضونه في التعلم ]البريد الإلكتروني[ لكنه استثمار حقيقي في الوقت والجهد والمال" ص 58.
أما أهم تطبيقات البريد الإلكتروني في التعليم فهي:
1. استخدام البريد الإلكتروني (Electronic Mail) كوسيط بين المعلم والطالب لإرسال الرسائل لجميع الطلاب، إرسال جميع الأوراق المطلوبة في المواد، إرسال الواجبات المنزلية،الرد على الاستفسارات، وكوسيط للتغذية الراجعة(Feedback ).
2. استخدام البريد الإلكتروني كوسيط لتسليم الواجب المنزلي حيث يقوم الأستاذ بتصحيح الإجابة ثم إرسالها مرة أخرى للطالب، وفي هذا العمل توفير للورق والوقت والجهد، حيث يمكن تسليم الواجب المنزلي في الليل أو في النهار دون الحاجة لمقابلة الأستاذ.
3. استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة للاتصال بالمتخصصين من مختلف دول العالم والاستفادة من خبراتهم وأبحاثهم في شتى المجالات.
4. استخدام البريد الإلكتروني كوسيط للاتصال بين أعضاء هيئة التدريس والمدرسة أو الشئون الإدارية.
5. يساعد البريد الإلكتروني الطلاب على الاتصال بالمتخصصين في أي مكان بأقل تكلفة وتوفير للوقت والجهد للاستفادة منهم سواءً في تحرير الرسائل أو في الدراسات الخاصة أو في الاستشارات.
6. استخدام البريد الإلكتروني كوسيط للاتصال بين المؤسسات التعليمية في المستقبل يكون عبر البريد الإلكتروني كما تفعل وزارات التربية والتعليم في البلاد الغربية فقد ذكر (Scott, 1997) أن الجامعات في اليابان وأمريكا والصين وأوربا اعتمدت البريد الإلكتروني كوسيلة اتصال معتمدة.
7. استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة اتصال بين الشؤون الإدارية بالوزارة والطلاب وذلك بإرسال التعاميم والأوراق المهمة والإعلانات للطلاب.
8. كما يمكن أيضا استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة لإرسال اللوائح والتعاميم وما يستجد من أنظمة لأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.
وبالجملة فإن هذه بعض التطبيقات في الوقت الحاضر لخدمة البريد الإلكتروني في التعليم في المملكة العربية السعودية، ولاشك أن الاستخدام سوف يولد استخدامات أخرى أكثر وأكثر مما ذكر. أخيراً وكما سبقت الإشارة إلى أن البريد الإلكتروني (Electronic Mail) يعتبر من أكثر خدمات الإنترنت شعبية واستخداماً وذلك راجع إلى الأمور التالية:
1. سرعة وصول الرسالة، حيث يمكن إرسال رسالة إلى أي مكان في العالم خلال لحظات.
2. أن قراءة الرسالة - من المستخدم- عادة ما تتم في وقت قد هيأ نفسه للقراءة والرد عليها أيضا.
3. لا يوجد وسيط بين المرسل والمستقبل (إلغاء جميع الحواجز الإدارية).
4. كلفة منخفضة للإرسال.
5. يتم الإرسال واستلام الرد خلال مدة وجيزة من الزمن .
6. يمكن ربط ملفات إضافية بالبريد الإلكتروني.
7. يستطيع المستفيد أن يحصل على الرسالة في الوقت الذي يناسبه.
8. يستطيع المستفيد إرسال عدة رسائل إلى جهات مختلفة في الوقت نفسه.
ثالثاً: استخدامات القوائم البريدية (Mailing List
) في التعليم. القوائم البريدية تعرف اختصاراً باسم القائمة (list) وهي تتكون من عناوين بريدية تحتوي في العادة على عنوان بريدي واحد يقوم بتحويل جميع الرسائل المرسلة إليه إلى كل عنوان في القائمة. وبمعنى آخر فإن اللوائح البريدية المسماة (مجموعة المناقشة إلكترونيا) هي لائحة من عناوين البريد الإلكتروني ويمكن الاشتراك (أو الانضمام) بلائحة بريدية ما من خلال الطلب من المسؤول عنها المسمى بمدير اللائحة. ورغم أن هناك بعض اللوائح تعمل كمجموعات مناقشة فإن بعضها الآخر يستعمل في المقام الأول كوسيلة لتوزيع المعلومات. مثلاً قد تستعمل مؤسسة متطوعة لائحة بريدية ما لنشر مجلتها الشهرية. كما أن هناك قوائم بريدية عامة وأخرى خاصة(Steele, 1997).
وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من اللوائح أو القوائم ، فهناك قوائم معدلة (Moderated mailing List) وهذا يعنى أن أي مقال يرسل يعرض على شخص يسمى (Moderator) يقوم بالاطلاع على المقال للتأكد من أن موضوعه مناسب لطبيعة القائمة ثم يقوم بنسخ وتعميم تلك المقالات المناسبة ، أما القوائم غير المعدلة (Unmoderated) فإن الرسالة المرسلة ترسل إلى جميع المستخدمين دون النظر إلى محتواها (Eager,1994).
وتعتبر خدمة القوائم البريدية (Mailing List) إحدى خدمات الاتصال المهمة في الإنترنت، ولكن كثير من الناس أخفقوا - على حد تعبير (Milam,1998) - في معرفة توظيف هذه الخدمة في جميع المجالات في الحياة العامة. ومن هنا يمكن القول إن توظيف هذه الخدمة في التعليم يساعد على دعم العملية التربوية، ومن أهم مجالات التطبيق مايلي :
1. تأسيس قائمة بأسماء الطلاب في الفصل الواحد (الشعبة) كوسيط للحوار بينهم ومن خلال استخدام هذه الخدمة يمكن جمع جميع الطلبة والطالبات المسجلين في مادة ما تحت هذه المجموعة لتبادل الآراء ووجهات النظر.
2. بالنسبة للأستاذ الجامعي يمكن أن يقوم بوضع قائمة خاصة به تشتمل على أسماء الطلاب والطالبات وعناوينهم بحيث يمكن إرسال الواجبات المنزلية ومتطلبات المادة عبر تلك القائمة، وهذا سوف يساعد على إزالة بعض عقبات الاتصال بين المعلم وطلابه وخاصة الطالبات.
3. توجيه الطلاب والمعلمين للتسجيل في القوائم العالمية العلمية (حسب التخصص) للاستفادة من المتخصصين ومعرفة الجديد، وكذلك الاستفادة من خبراتهم والسؤال عن ما أشكل عليهم.
4. يمكن تأسيس قوائم خاصة بجميع طلاب مدارس و جامعات وكليات المملكة المسجلين بمادة معينة لكي يتم التحاور فيما بينهم لتبادل الخبرات العلمية.
5. تأسيس قوائم خاصة بالمعلمين في المملكة حسب الاهتمام (علوم شرعية، علوم عربية، رياضيات…الخ) وذلك لتبادل وجهات النظر فيما يخدم العملية التعليمية.
6. كذلك الأقسام العلمية يمكن أن تقوم بتأسيس قائمة بأسماء أعضاء هيئة التدريس المنتمين للقسم للاتصال بهم بأقل تكلفة تذكر.
7. الاتصال بالمهتمين بنفس التخصص حيث يمكن للطلاب أو الأساتذة الاتصال بزملاء لهم من مختلف أنحاء العالم ممن يشاركونهم الاهتمام في موضوعات معينة لبحث الجديد فيها وتبادل الخبرات وهذا بالطبع يتم باستخدام نظام القوائم (Mailing List).
8. تكوين قوائم بريدية للطلبة والطالبات في جميع مدارس وجامعات وكليات المملكة العربية السعودية المهتمين بشئون معينة، فمثلاً يمكن أن تكون هناك جمعية مهتمة في التربية، وجمعية أخرى مهتمة في العلوم الهندسية وثالثة مهتمة في الطب ورابعة في التفصيل والخياطة… وهكذا، وهذه الخدمة تتيح الفرصة للطلاب لتبادل وجهات النظر مع أقرانهم المهتمين بنفس المجال في المملكة بغض النظر عن الموقع.
9. ربط (مد راء ، وكلاء، عمداء، رؤساء الأقسام ) في مدارس وزراة المعارف مثلاً وهو معمول به حاليا في بعض الإدارات في قوائم متخصصة لتبادل وجهات النظر في تطوير العملية التربوية، أعني بذلك قائمة خاصة للمدراء ومثلها للعمداء وهكذا.
هذه بعض تطبيقات نظام القوائم البريدية العامة وما ذكر فهو على سبيل العد لا الحصر وإلا فهناك تطبيقات أخرى خاصة ببعض الأقسام، ثم إن هناك تطبيقات أخرى سترى النور في المستقبل القريب.
رابعاً: استخدامات نظام مجموعات الأخبار(News groups, Usenet, Net news
) في التعليم.تعد شبكة الإخباريات أحد أكثر استخدامات الإنترنت شعبية، وقبل الحديث عن هذه المجموعات تنبغي الإشارة أن هذا النوع من الخدمة يأخذ مسميات عدة منها(Usenet, Net news, Network, News groups)، أما شبكة Compuserve فتطلق عليها اسم منتديات forums وتسميها شبكة مايكروسوفت نظم لوحات الإعلان Bulletin Board System. (هونيكوت، 1996). لكن البعض يفرق بين هذه الأسماء ويرى أن Uesnet تختلف عن News groups ، لكن كاتب (1417) قال " بالنسبة لمصطلح Netnwes أو Network News فإنها تحمل نفس معنى Usenet وتشير إلى نظام الأخبار News system بشكل عام" ص 175. كما تجدر الإشارة بأن هذه الشبكة مثلها مثل الإنترنت ليس لها إدارة مركزية أو هيكل تنظيمي.
ومهما يكن من أمر فإنه يمكن تعريف هذه الخدمة بأنها كل الأماكن التي يجتمع فيها الناس لتبادل الآراء والأفكار أو تعليق الإعلانات العامة أو البحث على المساعدة (Eager, 1994). وتجدر الإشارة إلى أن هناك الآلاف من مجموعات الأخبار، كل واحدة تركز على موضوع معين. ويقدر عدد هذه المجموعات بأكثر من 160000 مجموعة. ومما يميز هذه المجموعات هو أنها مرتبة هرمياً لتسهيل العثور عليها وتنقسم كل هرمية - أن صح التعبير- إلى فروع ثانوية فمثلاً :
Comp تعني كمبيوتر. وتحت هذه الهرمية فروع أخرى… وهكذا البقية.
Sci تعني علوم.
Rec تعني استراحة وترفيه.
Soc تعني مسائل اجتماعية.
News تعني مواضيع تتعلق بالأخبار…..وهكذا….
كما أن مجموعات الأخبار تنقسم إلى قسمين- مثل القوائم البريدية- هناك مجموعة أخبار معدلة (Moderated) وأخرى غير معدله (Unmoderated)، ففي حالة استخدام المجموعات المعدلة تمر الرسالة قبل إرسالها إلى شخص يسمى (Moderator) يقوم بالاطلاع على الرسالة قبل تعميمها
Proctor & Allen, 1994)).
و مستخدمي مجموعات الأخبار يختلفون في أنواعهم من حيث الكيفية التي يتعاملون بها مع مواضيع النقاش الدائرة والمستخدمين الآخرين، ويمكن تقسيمهم إلى أربع فئات وهم :
1. المتخصصون (Wizards) وهم الأشخاص الذين لديهم خبرة واطلاع واسع بموضوع معين يتم مناقشته على إحدى مجموعات الأخبار ويقومون بالرد والمشاركة الإيجابية في هذا الموضوع المطروح للنقاش.
2. المتطوعون (Volunteers) وهم الأشخاص الذين يقومون بمساعدة المستخدمين عن طريق الإجابة عن استفساراتهم وأسئلتهم، وهذه الفئة تعتبر مصدراً من مصادر مجموعات الأخبار لاسيما إذا كان هؤلاء من المتخصصين في الموضوع المطروح للنقاش.
3. المتوارين (Lurkers) وهم الأشخاص الذين لا يشاركون في الرد والحوار ويستفيدون من الحديث والحوار الدائر بين تلك المجموعة. وعادة ما يستخدم هذا النوع المشتركين المبتدئين.
4. المطهرون (Flamers) وهم الأشخاص الذين يقومون بالرد على المقالات والأسئلة التي لا تعجبهم مستخدمين في ذلك عبارات الشتيمة والتجريح.
أما عيوب مجموعات الأخبار فهي أنها ليست آنية أو مباشرة كما أنها بعيدة عن الخصوصية، كما أنها لا تعتمد على الصور. وعند الحديث عن مجموعات الأخبار قد يتبادر إلى الذهن أنها هي نفس القوائم البريدية لكن هذا ليس صحيح وقد ذكر بعض الباحثين أمثال (Steel,1997; Ellsworth, 1994; Eager, 1994 ، كاتب ،1417 ؛هونيكوت، 1996) وغيرهم الفروق التالية:
1. أن مجموعات الأخبار تحتاج برنامج (software) اسمه قارئ الأخبار.
2. عند الرغبة في قراءة مجموعات الأخبار لابد أن تذهب إلى نفس المجموعة أما في القوائم البريدية فالرسالة تأتي إلى بريدك الإلكتروني تلقائيا.
3. يمكن استخدام الحوار المباشر (Chat Room) في مجموعات الأخبار أما في القوائم البريدية فهذا أمر متعذر.
4. عند استخدام مجموعات الأخبار لا تعرف كم عدد الذين سوف يقرؤون الرسالة أما في نظام القوائم البريدية فإنك تعرف من سيقرأ الرسالة تقريباً.
5. يمكن ضبط نظام المجموعات أكثر من نظام القوائم البريدية على حد تعبير
أما عن تطبيقات مجموعات الأخبار فهي مشابهة لتطبيقات نظام القوائم البريدية، وإضافة إلى ما سبق يمكن استخدامها في التعليم بما يلي:
1. تسجيل المعلمين والطلاب في مجموعات الأخبار العالمية المتخصصة للاستفادة من المتخصصين كل حسب تخصصه.
2. وضع منتديات عامة لطلاب التعليم لتبادل وجهات النظر وطرح سبل التعاون والاستفادة بينهم بما يحقق تطورهم.
3. بما أن مجموعات الأخبار تستخدم غرف الحوار (Chat Rooms) فإنه يمكن إجراء اتصال بين طلاب فصل ما مع مجموعة متخصصة على المستوى العالمي للاستفادة منهم في نفس الوقت.
4. كما يمكن إجراء حوار باستخدام نظام المجموعات بين طلاب ثانوية الملك عبدالعزيز وثانوية محمود الغزنوي مثلاً حول موضوع معين لاسيما إذا كان المقرر متشابه.
وبالجملة فتعد مجموعات الأخبار مصادر معلومات ممتازة فهي تقدم المساعدة في المجالات العلمية كالكيمياء وتقنية المعلومات والطيران والتاريخ، كما تقدم المساعدة في مجالات أخرى، ويمكن أن تكون منبعاً للحوارات الحية وفرصة لاجتماع أشخاص مختلفين لديهم اهتمامات مشتركة.
خامساً: استخدامات برامج المحادثة ( Internet Relay Chat
)في التعليم. المحادثة على الإنترنت (IRC) هو نظام يُمكّن مستخدمه من الحديث مع المستخدمين الآخرين في وقت حقيقي(Real time). وبتعريف آخر هو برنامج يشكل محطة خيالية في الإنترنت تجمع المستخدمين من أنحاء العالم للتحدث كتابة وصوتاً،فمثلاً باستطاعة الطلاب في جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد إجراء اجتماع مع طلاب جامعة هارفارد في أمريكا مثلاً للنقاش في مسألة علمية. كما أنه بالإمكان أن ترى الصورة عن طريق استخدام كَامرة فيديو. كما أن استخدام هذه الخدمة تحتاج استخدام برنامج معين مثل برنامج (CUSeeMe) أو غيرة من البرامج المماثلة.
كما تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص أن يشترك في أي قناة ضمن عدة مئات من القنوات المفتوحة التي يمكن تحويلها إلى قناة خاصة بحيث يمكن استخدامها لعدد معين من الأشخاص.
ويعتبر كثير من الباحثين أن هذه الخدمة تأتي في المرحلة الثانية من حيث كثرة الاستخدام بعد البريد الإلكتروني وذلك راجع إلى المميزات التالية:
1. خدمة (IRC) توفر إمكانية الوصول إلى جميع الأشخاص في جميع أنحاء العالم في وقت آني كما أنه يمكن استخدامها كنظام مؤتمرات زهيدة التكلفة.
2. إمكانية تكوين قناة وجعلها خاصة لعدد محدود ومعين من الطلاب والطالبات والأساتذة.
3. أنها مصدر من مصادر المعلومات من شتى أنحاء العالم.
أما أهمية استخدام هذه الخدمة في التعليم فهي كثيرة جداُ، منها أن كثيراُ من طلاب الجامعات يستخدمون (IRC) بديلاً من إجراء مكالمات خارجية، لأنك عندما تكون متصلاً بالإنترنت، يصبح (IRC) مجاناُ. وبالجملة فإن من أهم تطبيقات (IRC) في التعليم في المملكة العربية السعودية ما يلي:
1. استخدام نظام المحادثة كوسيلة لعقد الاجتماعات باستخدام الصوت والصورة بين أفراد المادة الواحدة مهما تباعدت المسافات بينهم في العالم وذلك باستخدام نظام (Multi-user Object Oriented) أو (Internet Relay Chat).
2. بث المحاضرات من مقر الجامعة أو الوزارة مثلاً إلى أي مكان في العالم أو في أنحاء المملكة (جامعات أخرى، الفروع ، قسم الطالبات …الخ) أي يمكن نقل وقائع محاضرة على الهواء مباشرة بدون تكلفة تذكر.
3. نقل المحاضرات المهمة لأصحاب المعالي الوزراء ومدراء الجامعات للعالم أو على الصعيد المحلي بدون تكلفة تُذكر.
4. استخدام هذه الخدمة في التعليم عن بعد (Distance Learning) وحيث يواجه التعليم في الوقت الحاضر أزمة القبول فإن استخدام هذه الخدمة بنقل المحاضرات من القاعات الدراسية لجميع الطلاب، ويمكن للطالب الاستماع إلى المحاضرة وهو في بيته وبتكلفة زهيدة.
5. يمكن استخدام هذه الخدمة لاستضافة عالم أو أستاذ من أي مكان في العالم لإلقاء محاضرة على طلاب الجامعة بنفس الوقت وبتكلفة زهيدة.
6. استخدام هذه الخدمة كحل لمشكلة نقص الأساتذة فمثلاً إذا كان لدى قسم الفيزياء بالقصيم التابع لجامعة الملك سعود نقص يمكن تسجيل الطلاب واستقبال نفس المقرر من مقر الجامعة الأساسية بالرياض ويتم ترتيب الجدول بين القسمين.
7. استخدام هذه الخدمة لعقد الاجتماعات بين (المدراء ، مشرفين…) على مستوى المملكة لتبادل وجهات النظر فيما يحقق تطوير العملية التربوية، وبالطبع دون الاضطرار للسفر إلى مكان الاجتماع.
8. عقد الدورات العلمية عبر الإنترنت، وبمعنى آخر يمكن للطالب أو معلم التعليم العام أو أي فرد متابعة هذه الدورة وهو في منزله ثم يمكن أن يحصل على شهادة في نهاية الدورة.
9. عقد اجتماعات باستخدام الفيديو حيث يستطيع الطلاب عقد اجتماعات مع زملائهم من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مواضيع معينة أو لمناقشة كتاب أو فكرة جديدة في الميدان، أو مناقشة نتائج بحث ما وتبادل وجهات النظر فيما بينهم (Harris, 1994).
10. استخدام هذه الخدمة لعرض بعض التجارب العلمية مثل العمليات الطبية وكذلك التجارب العلمية، مثال ذلك عند إجراء تجربة في قسم الكيمياء بجامعة الملك فهد يمكن نقلها لطلاب جامعة الملك سعود وخاصة إذا كانت التجربة مكلفة، إذ أن هذا الأمر يصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين من هذه التجربة.
حقاً إن تطبيقات استخدام خدمة المحادثة في التعليم لا تعد ولا تحصى وما ذكر هو غيض من فيض مما يمكن استخدامه، ولاشك أن استخدام هذه الخدمة في التعليم ممكن أن يفرد له بحث مستقل، لكن دراسة استخدام التعليم عن بعد Distance learning يعتبر من أهم احتياجاتنا في المملكة العربية السعودية لمواجهة مشكلة ازدياد عدد الطلاب.
سادساً: توظيف تقنية الجوال في العملية التعليمية:عند الحديث عن التقنية في الوقت الحاضر يجب النظر إلى أن من أهم الخدمات التي يتم توظيفها في الوقت الحاضر في العملية التعليمية هي خدمة الجوال، ولاشك أن إرسال الرسائل عبر الجوال في الوقت الحاضر قد يتم بواسطة الإنترنت أو قد يتم بالرسائل المباشرة، والمتتبع لواقع استخدام التقنية كوسيلة اتصال يجد أن الجوال أو الهاتف المتحرك تم توظيفه في العملية التعليمية كوسيلة إتصال ومن أهم الخدمات التي يجب الإشارة إليها هنا:
1- استخدام رسائل الجوال بالتذكير بالمواعيد لعقد الإجتماعات الخاصة سواء على صعيد المعلمين أو المدراء أو الوكلاء.
2- استخدام الجوال كوسيلة اتصال عبر الرسائل بالتهنئة لأولياء الأمور.
3- استخدام رسائل الجوال كوسيلة لإبلاغ ولي الأمر بغياب إبنة أو عدم حضورة للمدرسة.
4- استخدام الجوال كوسيط في العملية التعليمية وهو ما يسمى ب الجوال التعليمية وليس الحديث هنا عن استخدام الجوال كوسيط تعليمي بل الحديث عن الجوال كوسيلة أتصال لذا لن أتحدث عن هذا الموضوع بنوع من التفصيل.
سابعاً: مخاطر و أضرار تقنية المعلومات على المجتمع التعليمي:لاشك أنه رغم أهمية توظيف التقنيات الحديثة في العملية التعليمية إلا أنه يجب النظر إلى بعض المخاطر التي يجب مراعاتها عند استخدام تقنية المعلومات الحديثة ومن أهم المخاطر مايلي:
1- الدخول إلى الأماكن الممنوعة:إن الأمن الأخلاقي من أهم المبادئ التي تؤكد عليها المؤسسات الحكومية بجميع أشكالها وأحجامها وأنواعها، بل أن من أهداف الدول العظمى توفير هذه الحماية السابقة الذكر وخاصة للأطفال. ونظراً لأن الاشتراك في شبكة الإنترنت ليس محصوراً على فئة معينة مثقفة وواعية للاستخدام ومدركة لمراوغات النصب والاحتيال، لذا فمن أهم الأضرار التي تقف أمام استخدام هذه الشبكة هي الدخول إلى بعض المواقع التي تدعو إما إلى الرذيلة ونبذ القيم والدين والأخلاق – وما أكثرها- أو أنها تدعو إلى التمرد والعصيان على ولاة أمر المسلمين وعلمائهم و مشائخهم، وكل هذا تحت اسم التحرر والتطور ونبذ الدين وحرية الرأي إلى غير ذلك من الشعارات الزائفة. وللحد من هذا قامت بعض المؤسسات الموفرة لخدمة الإنترنت بوضع برامج خاصة للحماية (Firewall) تمنع الدخول لتلك المواقع. لكن الحل الحقيقي لهذه القضية كما قال مادوكس Maddux ليس حصر المواقع الممنوعة لأنه من الصعوبة حصرها لكن التوعية بأضرار هذه المواقع هو النتيجة الفعالة.
2- الأمن الفكري: الأمن الفكري أحد المقومات الأساسية لصلاح المجتمعات والدول لكننا في عصر المعلوماتية (العولمة) يصعب التحكم في المعلومة ومصدرها فقد أشارت أحد الدراسات الحديثة أن البرامج الفكرية التي توجه الرأي وتخاطب العقل سوف تكون أغلى من برامج الجنس في القرن الحادي والعشرين، وذلك راجع إلى حاجة الأفراد والمجتمعات لهذا النوع من الغذاء فهم عطشى على حد تعبير الباحثين. وقد بدأ هذا فعلاً باستغلال القنوات الفضائية فأصبح كثير من الشباب يتابع بعض برامج الحوار أكثر من متابعته للجنس؟ لكن الطرح في وسائل الإعلام – القنوات الفضائية- فيه نوع من التحكم فالقناة معروفة والمتحدث معروف ويمكن إيقافه أو محاكمته أو تشفير القناة أو التحذير منها. أما في الإنترنت فهذا أمر متعذر جداً وذلك راجع إلى أمرين هما سهولة الاستخدام و قلة التكاليف أو بالأحرى مجانية الإنترنت حيث أن الاشتراك في بعض الدول لا يتجاوز عشرة دولارات بأي شكل من الأشكال شهريا. ثم إن المتتبع لواقع الإنترنت يجد أن هناك منظمات إرهابيه وأشخاص حاقدون على الدين والبلد بدؤوا ينشرون سمومهم وأفكارهم عبر الشبكة وقد سهل هذا الأمر أيضا أن كل شخص في الإنترنت قد ينشأ قناة مستقلة ولا يمكن متابعته لاسيما إذا تم التسجيل والاشتراك في دولة لا تميز بين الخير والشر وبين النور والظلام. وإذا كان الأمر كذلك فإنها دعوة لحماية أفكار الشباب عامة والأطفال خاصة من هذا الخطر الداهم. أما حواجز الحماية التي نسعى لإنشائها لحجب بعض المواقع التي تحمل هذه الأفكار والآراء فهي مؤقتة ولن يكون لها أي دور عندما يتم استخدام الأقمار الصناعية وكذلك استخدام الكهرباء لاستقبال الإنترنت وهو ما تبشر به الاختراعات الحديثة .
أما النقطة الأخرى التي يجب الحديث عنها فهي قضية استقبال الرسائل التي تدعو إلى التمرد والعصيان والحرية المزيفة هي أن بعض الشركات بدأت تقوم بحصر مثلاً المهتمين في الفكر (الذين يتصفحون في صفحات الفكر في الإنترنت) أو غيرهم ممن لدية اهتمام بموضوع ما – وهذا ممكن في الإنترنت باستخدام تقنيات خاصة ليس هذا مجال البسط فيها- ويقومون بجمع عناوينهم البريدية ويبيعونها على الشركات أو الأفراد بمبلغ زهيد وبالتالي فإن هذه الشركات تبدأ بإرسال الرسائل لهذه الفئة واستدراجها من حيث لا تشعر إلى أن تقع في فخ هذه الطائفة المنحرفة بل والأدهي أن تكون هذه الفئة عميلة لتلك المنظمات ، والحل هو لماذا لا نقوم بشراء هذه العناوين وإرسال رسائل الدعوة والخير والإصلاح لهم وأن نغزوهم قبل أن يغزوننا….وللحديث بقية
3- الأضرار الثقافية والاجتماعية: ليست الإنترنت مجرد شبكة معلومات بل هي ظاهرة اجتماعية وثقافية. وفي مجال الأضرار الثقافية تبرز قضية اللغة والمحافظة على اللغة العربية أبرز الأضرار ذلك أن هيمنة اللغة الإنجليزية في الإنترنت لا تحتاج إلى شاهد أو دليل وقد جاء في أحد الإحصائيات أن المادة المكتوبة باللغة الإنجليزية تشكل ما يقدر بحوالي 81% من اللغات وتشترك جميع اللغات في 19% ويقدر البعض أن اللغة العربية تشكل 02, % أي أقل من 1% . ويرجع هذا إلى أن نسبة كبيرة من المواقع عادة ما تكتب بلغتين اللغة الأصلية واللغة الإنجليزية. وهذا لاشك سوف يؤثر في عرض الثقافة الإسلامية والعربية عبر الإنترنت. ولا شكل أن لهذا أثر كبير على اللغة العربية؟ وهي دعوة لعلماء اللغة لوضع الحلول لهذا الخطر القادم. ومن يتابع مجالس الإنترنت يجد أن بعض الكلمات الإنجليزية بدأت تكون مألوفة لدى المستخدمين بدلاً من الترجمة وأول هذه الكلمات هي كلمة الإنترنت التي لم تعرب حتى الآن…
وعلى صعيد الجانب الاجتماعي سوف تقضي الإنترنت على الصلات الاجتماعية والمقابلات الشخصية الأمر الذي يدعونا على تأكيد الروابط الاجتماعية، وفي الوقت الحاضر أصبحت المراسلات والحوارات الكتابية عبر الإنترنت هي الشائع للاتصال بالأقارب والأهل وقل سماع الأصوات (إلا القليل ممن يستخدم هذه الخدمة) وهذا لاشك سوف يقلل من الاتصال المباشر. وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن لا تحل الاتصالات عبر الإنترنت مكان الاتصالات التقليدية، وإنما يجب أن ننظر إليها كوسيلة إضافية للاتصالات مثلماً كان البريد أو الهاتف في عصرهما.
4- الدقة والصراحة: من أهم الأضرار أيضا الدقة والصراحة فليس كل ما يكتب في الإنترنت صحيح ودقيق ذلك أن مصدر الخبر – أحياناً- غير واضح ومن هنا يمكن القول إن من أهم الأضرار أن تبنى نتائج البحوث والدراسات والإحصائيات على هذه المصادر وقد أشار قليستر (Gilster) إلى أن نتائج البحوث أشارت إلى أن الباحثين عندما يحصلون على المعلومة من الإنترنت يعتقدون بصوابها وصحتها وهذا خطأ في البحث العلمي ذلك أن هناك مواقع غير معروفة أو على الأقل مشبوهة ولهذا فقد نَصح سكوت Scott, الباحثين والمستخدمين للشبكة بأن يتحروا الدقة والصراحة والحكم على الموجود قبل اعتماده في البحث. هذا في مجال البحث العلمي أما في مجال الخبر الشعبي فهناك كثير من الأخبار والآراء لا يعرف كاتبها والدليل على ذلك كثر الأسماء المستعارة. ومن تتبع ساحات الحوار يجد أن هناك مرجفون ومخربون ومدمرون يدسون فكثيراً ما يبدأ الخبر باستفسار إلى أن يصبح حقيقة في النهاية؟ أما آثار ذلك فهو إثارة البلبلة والشبه في أفكار الشباب الأمر الذي يدعونا إلى التريث في نقل الأخبار أولاً ثم تحذير الناشئة من هذه الأخبار ثانياً.
5- أضرار ألعاب الحاسب: لاشك أن هناك اضراراً أخرى للألعاب التعليمية وخاصة الموجودة في السوق المحلي على أطفالنا. ومادام الحديث عن الأضرار سوف أذكر بعض الأضرار وقد استفدت من كتاب الشيخ الفاضل خالد أبو صالح بعنوان ( ألعاب الكمبيوتر من التسلية إلى المعصية) وقد ذكر الشيخ بعض الأضرار العقدية والدينية والأخلاقية والنفسية والسلوكية والصحية والدراسية وغيرها.
من أهم الأضرار هي قضية المخالفات العقدية التي قد لا يستشعرها الطفل وهو يقوم باللعب من ذلك:
1- إعتقاد أن في الكون قوى خارقة تستطيع فعل أي شيء ولا يقدر عليها شيء كما في لعبة " ميتل جير سوليد" وفيها أن نجاة العالم كلة من التدمير النووي متوقف على " سنيك" بطل اللعبة ولا شك أن هذا لا يجوز من الناحية العقدية وقد يتأثر الطفل المتستخدم لاسيما أنه لايدرك مثل هذه المعاني الدينية.
2- محبة الكفار والميل إليهم وتعظيمهم ويأتي ذلك عن طريق محبة بعض الشخصيات التي تقوم بدور البطولة في تلك الألعاب كشخصية " ايمي" و "سنيك" و " كلير" و " لا لا" و " وسكوال" و " رازيل" و " بوشي ميتسو" وغيرها من الألعاب التي تحبب موالاة الكفار وتعظيمهم وأنهم صانعوا البطولات و الأمجاد والقدرات وغيرها، أما غيرهم فلا.
3- التشبة بالكفار ومن يشاهد أطفال المسلمين يجد ذلك واضحا وجليا فمنهم من يلبس السلاس