الحقيبة/الرزمة التعليمية هي: وحدة تعليمية تعتمد نظام التعلم الذاتي وتوجه نشاط المتعلم، تحتوي على مادة معرفية ومواد تعليمية منوعة مرتبطة بأهداف سلوكية، ومعززة باختبارات قبلية وبعدية وذاتية، ومدعمة بنشاطات تعليمية متعددة تخدم المناهج الدراسية وتساندها " .
و الحقيبة/الرزمة التعليمية وحدة تعليمية:
- تتخذ من أسلوب النظم منهجا في إعدادها .
- محددة الأهداف بصورة سلوكية .
- التعلم من خلالها فرديا وذاتيا .
- تراعي الفروق الفردية .
- تشتمل على مواد تعليمية متعددة .
- تشتمل على أنشطة ومهارات هادفة متنوعة .
- تتنوع فيها أساليب التقويم وأوقاته .
- يتوافر فيها دليل استخدام مشتملا على المحتوى العلمي .
- مستوى التعلم المستهدف من خلالها هو الإتقان .
تتكون الحقيبة التعليمية من مجموعة من المكونات تختلف في عددها وترتيبها بحسب وجهة نظر المصمم والموقف التعليمي الذي يتبناه، وهي لا تخرج عادةً عن المكونات الرئيسية التالية: (الدليل - الأنشطة التدريسية - التقويم وأدواته)
الدليل:
يوضع على شكل كتيب صغير أو صفحات منفصلة ويتضمن معلومات واضحة عن موضوع الحقيبة ومحتوياتها وفئة المتعلمين المستهدفة ومستواهم التعليمي و يشتمل على معلومات عامة عن:
1. العنوان: الذي يوضح الفكرة الأساسية التي تعالجها الحقيبة، وبقدر ما يكون العنوان واضحاً ومحدداً يحقق الهدف منه .
2. التعليمات للمعلم والمتعلم: وهي تتضمن إرشادات توضح للمعلم والمتعلم - كل في النسخة المخصصة له - أسلوب التعامل مع الحقيبة وخطوات العمل فيها وطريقة استخدام الاختبارات ومواقيتها .
3. مسوغات استخدام الحقيبة: تبين للمتعلم الغرض من استخدام طريقة الحقيبة لدراسة الموضوع وتوضح له أهمية دراسة المحتوى، كذلك تهدف إلي الوصول لاقتناعه بأهميتها .
4. مكوناتها المطبوعة وغير المطبوعة: من أدوات وأجهزة ونماذج مجسمة وورقية وشفافيات وأفلام وأشرطة …. الخ .
5. الفئة المستهدفة: لتحديد نوع المتعلمين الذي يوجه إليهم برنامج الحقيبة كبيان حدود العمر والصف الدراسي …..الخ .
6.الأهداف السلوكية: التي تصف النتائج المتوقع تحقيقها في أداء المتعلم بعد كل مرحلة من برنامج الحقيبة وبعد إتمام البرنامج بكامله .
الأنشطة التدريسية:
تشتمل كل حقيبة تعليمية على مجموعة من الأنشطة والاختيارات التي توفر للمتعلم فرص الانتقاء بما يناسب اهتمامه ورصيده الثقافي، كما توفر هذه الأنشطة التفاعل الإيجابي بين المتعلم والمواد المقدمة له من أجل تحقيق الأهداف المحددة بإتقان عالٍ، ومن هذه الاختيارات:
1.وسائل تعليمية متنوعة: بحيث تحتوي الحقيبة على مجموعة من الوسائل الملائمة لتحقيق الأهداف المحددة وممارسة النشاطات المؤدية إليها .
2. أساليب وطرائق متنوعة: حسب نوع التعليم المتبع سواء كان فردياً أو جمعياً وبما يلائم طبيعة الموضوع وأنماط التعلم والفروق الفردية بين المستهدفين، كتنوع الأسئلة والاعتماد على الصور البصرية والسمعية أو المزج بين عدة طرق .
3. مستويات متعددة للمحتوى: من حيث التدرج بالمتعلم من السهل إلى الصعب.
التقويم وأدواته:
يعد التقويم من العناصر الأساسية في العملية التربوية بشكل عام وفي الحقائب التعليمية بشكل خاص، فهو يبين مدى نجاح الحقيبة في ما صممت من أجله، كما يشخص الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير فيها . ويوضح التقويم أثر أساليب التدريس المتبعة ومدى فاعليتها و مدى تحقيق المتعلمين للأهداف المحددة بعد إنجازهم مختلف أنشطة الحقيبة .
ويتكون برنامج التقويم في الحقائب التعليمية من الاختبارات التالية:
1. الاختبار القبلي (المبدئي):
ويهدف إلى تحديد مدى استعداد المتعلم لتعلم مادة الرزمة و ما إذا كان يحتاج لدراسة الوحدة أم لا، و يساعد في تحديد نقطة البدء التي تبدأ منها دراسة موضوع الحقيبة، فقد يبدأ من أولها أو من قسمها الثاني أو الثالث وهكذا، كما يساعد المعلم على تنظيم المتعلمين وترتيبهم في مجموعات متقاربة، لتحقيق أكبر تفاعل مع البرنامج.
2. الاختبار البنائي:
مجموعة من الاختبارات المرحلية القصيرة تصاحب عملية التعلم باستمرار لتزويد المتعلم بتغذية راجعة وفورية تعزز تعلمه وتدفعه للتقدم بعد كل اجتياز صحيح لكل خطوة . ويكون التقويم بنائياً وتجميعياً وتكوينياً وفردياً ذاتياً، إذا اعتمد فيه المتعلم على نفسه تماماً.
3. الاختبار النهائي (البعدي):
ويتم بعد إكمال المتعلم لتنفيذ نشاطات الحقيبة والغرض منه تحديد مقدار إنجاز المتعلم للأهداف ومدى استعداده للبدء بحقيبة أخرى، فإذا ظهر من نتيجة هذا الاختبار أن المتعلم قد حقق المستوى المطلوب فإنه يمكن الانتقال به إلى حقيبة أخرى تالية، وإلا فيعود إلى البدائل الأخرى لاستكمال ما لم يتحقق .
تعددت خصائص الحقائب تبعاً لتصميمها، حسب الجهات التي قامت بذلك، وتعددت طرق تطبيقها ومكوناتها والفئة التي صممت من أجلها، ونورد هنا أهم هذه الخصائص:
- تشكل الحقيبة التعليمية برنامجاً تعليمياً متكاملاً:
وضع بموجب خطة مدروسة، وعملية منظمة تتيح للمتعلم دراسة ما يريده ويرغب فيه من معارف، بدافعيه كاملة، في جو محبب وبيئة تعليمية مشجعة، مكون من مجموعة من العناصر تتكامل، وتتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف محددة تسمح لكل متعلم أن يسير وفق خصائصه وقدراته، لما تتمتع به من مرونة في التصميم والبدائل التعليمية.
- تشكل برنامجاً للتعلم الذاتي: نظراً لاعتبار المتعلم محور العملية التعليمية، وهو الذي يقرر متى يبدأ، وأين، وأي الوسائل يستخدم، فلا بد من إيجاد طريقة تعليم وتعلم تناسب احتياجاته وقدراته ليتسنى له التعلم بأفضل الطرق التي تنسجم وطبيعته، وبالرغم من ذلك، فلا يمكن تجاهل دور المعلم والاستغناء عنه، فهو يقوم بالتخطيط للعملية التعليمية، ويشخص حالة كل متعلم، ويصف الأنشطة المناسبة له، ويساعده في تذليل أية صعوبات تعترضه خلال تعلمه الذاتي، وفي النهاية يقوم بتقويم العملية التعليمية في ضوء الأهداف المرسومة، التي ينتظر تحقيقها من قبل الدارس بعد قيامه بالأنشطة المطلوبة، ويجري في العادة، عرض هذا النوع من الأهداف على نحو سلوكي يمكن قياس أدائه .
توافر التعلم من أجل الإتقان:
من ابرز سمات التعلم من أجل الإتقان مراعاة الفروق في سرعة التلاميذ كل حسب قدراته الخاصة، كما أنه يشترط إتقان الوحدة الدراسية معلومةً أو مهارةً - بمستوى ما بين 80 و95 % قبل انتقاله إلى وحدة تالية، وأن يكون هناك تسلسل في تعلم الوحدات التي يفترض وجودها بشكل مستقل، وذات أهداف سلوكية محددة وتتمثل في مراعاة الفروق الفردية في تعدد نقاط البدء، حيث تسمح الحقائب للمتعلم البدء في الدراسة وفق المهارات التي يتقنها مسبقاً والتي تظهر في الاختبارات القبلية وتبرز أهمية الاختبار الذاتي في عملية التقويم .
ولا شك في أن الحقائب التعليمية ذات التصميم الجيد، بخصائصها ومكوناتها، توفر شروط التعلم كافة من أجل الإتقان، وبالتالي، فهي تستوعب هذا النظام في التعليم والمساهمة في إنجاحه .
تجمع الحقائب التعليمية بين التنظيم المحكم والمرونة الوظيفية، فهي تسمح لكل متعلم أن يحدد المسار الذي يناسبه في سعيه لتحقيق الأهداف المرسومة، فإذا كان الهدف يركز على دراسة نمط الحياة في المجتمعات البدائية مثلاً، فان المتعلم يستطيع أن يختار نمط حياة الإسكيمو في كندا، أو نمط حياة البوشمن في إفريقيا، أو سكان أستراليا الأصليين، وبهذا تبرز في الحقائب ظاهرة تعدد المسارات، والدروب، ولكنها في النهاية تحقق الغرض نفسه، وبذلك فإن مكونات الحقيبة تراعي إلى حد كبير ميول المتعلم.
- تنوع أنماط التعليم:
تتمتع الحقائب بطرق متعددة للمتعلم، فهناك حالة المجموعات الكبيرة باستخدام الأفلام وأجهزة العرض، والمشاهدة، و تعد المحاضرة أكفأ أساليب تقديم المعلومات لأعداد كبيرة من المتعلمين، لما توفره من اقتصاد وجهد، وكذلك نمط المجموعات الصغيرة، كالاشتراك في إجراء تجربة وتقاسم الأدوار لتنفيذها أو تكوين تقرير دراسي بتوزيع المهام أو مجموعات الاستماع وغيرها، وهناك استراتيجية التعلم الفردي الملازمة للحقيبة بما تمتاز به من مرونة.
- تراعي سرعة المتعلم:
إن المتحمسين لبرامج التعلم الذاتي، عموماً، وبرامج التعلم بالحقائب، على وجه الخصوص، يرون أن مراعاة السرعة الذاتية للمتعلم من أهم الخصائص المميزة لهذه البرامج، وبالتالي فإن عامل الزمن يصبح خاضعاً لظروف كل متعلم، فالمتعلم، بطئ التعلم، ليس ملزماً بأن يجاري أقرانه أو يلحق بمن سبقوه، كما أن سريع التعلم لا يضطر للانتظار حتى يلحق به غيره. وعامل الزمن ليس مطلقاً، وإنما يحدده زمن أعلى لتعلم بعض الأساسيات لاستبعاد أسباب التخلف الدراسي، باعتبار أن هناك حداً من التعليم يجب أن يصله كل متعلم حتى يبلغ المحك الذي تحدده الأهداف، ويؤكد ذلك (بلوم) حيث أشار إلى ضرورة أن يتم السماح للمتعلمين أن يأخذوا ما يحتاجون إليه من زمن للتعلم.
- توفر الأنشطة والوسائل المتعددة:
إن تعدد الأنشطة وتنوع البدائل من شأنه أن يزيد اهتمام المتعلمين، ويلبي احتياجاتهم، ويمكنهم من استخدام حواسهم، فقد يفضل المتعلم أن يشاهد فيلماً أو يستمع إلى شريط مسجل أو يجري تجربة أو أن يقرأ كتاباً لتحقيق بعض الأهداف المعينة.
- تلتزم التغذية الراجعة:
وهي المعلومات التي تعطى بعد أداء العمل وتقوم بضبط سلوك التعليم للوصول إلى الأهداف، ويبدأ دور التغذية الراجعة في الحقائب بعد عرض الخبرات وتعريض المتعلم لاختبار قبلي ليقوم بالاستجابة، كما تفيد في تقويم أداء المعلم مثلما هي تقويم لأداء المتعلم عن طريق مجموعة من الاختبارات البنائية المستمرة عقب كل نشاط، وهي التي تبين مدى نجاحه أي المعلم في أداء عمله وإدارته للعملية التعليمية بدلالة عدد المتعلمين الذين أتقنوا المهمات والمهارات المطلوبة عقب الانتهاء من التعلم مباشرة لتقوم التغذية الراجعة بتعزيزه أو تصحيح مساره قبل الانتقال إلى مهام أخرى، فإن تحققت الأهداف عزز التعلم السابق وإن لم تتحقق يصحح مسار التعلم
- الإيجابية في التعلم:
أي أن تحديد الأهداف وصياغتها بصورة سلوكية ووجود تعليمات خاصة لتحقيق كل هدف من هذه الأهداف، يوضح طريقة التعامل مع المواد التعليمية، و يفترض سلفاً أن المتعلم لن يكون في وضع سلبي يستقبل المعرفة، بل سوف يكون له دور إيجابي واضح في عملية التعلم، وكلما زاد هذا التجاوب ازدادت الفائدة التي تعود على المتعلم وتنوعت الخبرة التي يحصل عليها مما يؤدي إلى تكامل الخبرة. ووحدتها .
في ختام هذا العرض لمفهوم الحقيبة التعليمية، على أساس من معرفة تاريخ تطور المفهوم، والوصول إلى تعريف هذا الأسلوب في التعليم، ومكونات الحقيبة وخصائصها، تبين أن المفهوم المقصود هاهنا، (الحقيبة التعليمية) فقط، وليس أي مفهوم لنوع آخر من الحقائب التي تعد لغرض آخر، كالحقائب التدريبية أو الإرشادية أو غيرهما.
وفي هذا الإطار تقدم الأسرة الوطنية لوسائل وتقنيات التعليم (المعايير) والضوابط التي توصلت إليها، وتقترح أن تكون مرجعا للمقارنة بها عند الحاجة إلى الحكم على عروض أو منتجات تقدم باعتبارها تمثل (حقيبة تعليمية)، يفترض أنها مستوفية للمتطلبات التي سبق عرضها في الأقسام السابقة من هذه النشرة.
وتقدم الأسرة استمارة تطبيقية تنظم فيها هذه المعايير، وهي المرفقة بعنوان (استمارة تقويم حقيبة تعليمية).
أولا: مفهوم الحقيبة التعليمية:
هناك عدة تعريفات للحقيبة التعليمية سنقتصر هنا على تعريف الطوبجي وهو: ( هي بناء متكامل لمجموعة من المكونات الازمة لتقديم وحدة تعليمية , حيث أنها تحتوي على مجموعة من الوسائل التعليمية محاولة تحقيق التعلم الذاتي وتتيح فرص التعلم الفردي)
ثانيا: سمات الحقيبة التعليمية:
1- مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين المتعلمين.
2-إعطاء المتعلم اهتماما كبيرا , لأن الحقيبة التعليمية عبارة عن برنامج للتعلم الذاتي تنقل محور الاهتمام من المعلم إلى المتعلم وتدوره ودور المعلم.
3-الاهتمام بالاهداف ثم بالانشطة0
4-التوجيه الذاتي :وذالك من خلال احتواء الحقيبة التعليمية على إرشادات وتعليمات للطالب تساعده في تحقيق أهدافه.
5- تتيح للطالب فرصة التدريب الكافي من لممارسة مهارة أو مبدأ أو قاعدة وتطبيقها في مواقف تعليمية مختلفة, كما تؤكد مبدأ عدم انتقال المتعلم من جزء من المادة الى الجزء الذي يليه إلا بعد إتقان الجزء الأول .
6-الفئة المستهدفة: تصمم كل حقيبة حسب خصائص المتعلمينوحاجاتهم وقدراتهم وذلك من خلال تعدد مستوياتهابالنسبة للمحتوى أو البدائل والأنشطة التعليمية.
7- التقويم: وذلك بأن يعرف المتعلم بصورة جيدة الأسلوب والطريقة المستخدمة في تقويم تحصيله وتعلمه, والتقويم يتخذ أشكالا مختلفة منها اختبار ذاتي أو قبليأو بعدي حيث تغطي فقرات الاختبار الأهداف المحددة .
8- التوجيه الشخصي للمتعلم : وذلك بأن تتيح له الغ\عمل حسب سرعته, وذلك أن الحقيبة التعليمية لا تؤكد على مقارنة المتعلم بغيره,بل يقيم المتعلم في حدود الأهداف التي يمكن تحقيقها وما استطاع إنجازه.
9- تعدد الأساليب: حيث تحرص كل حقيبة على تقديم أساليب متنوعة للمتعلم, حيث تتيح للطلب التعلم في مجموعة صغيرة أو كبيرة على شكل انفرادي.
10- سهولة الاستخدام والتداول: إذ يمكن استخدامها في المدرسة أو في المركز التعليمي أو في البيت أو أي مكان ييسر فرصة للتعلم الذاتي.
11-قابليتها للتطوير: باعتبارها مرنةتستهدف فئة تخضع اللتقويم والتعديل باستمرار بعد عملية التصميم فهي تختلف عن الكتاب المقرر.
12- إن دور المتعلم يتخلل كل مكونات الحقيبة وهو بذلك يشكل ركنا أساسيا لا غنى عنه لنجاح أسلوب التعلم الذاتي, وهو دور يختلف عن الدور التقليدي للمعلم فهو هنا مخطط ومشخص وموجه ومقومولعملية التعليم والتعلم.