هبه الاخضر Admin
عدد المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 العمر : 36
| موضوع: عومة صناعة الاتصال وكيفية التعامل معها الخميس يناير 07, 2010 8:56 am | |
| عولمة صناعة الاتصال وكيفية التعامل معها
مفهوم العولمة: كلمة عولمة في ذاتها مازلت مصطلحا غير محدد تحديا دقيقا بل يشبه إلى حد كبير المصطلحات التي لا يفهما الكثيرون ويمكن أن يقربها إلى الأذهان استخداماتها في بعض المجالات ، وتم تعريف العولمة على أنها اكتساب الشيء طابع العالمية وجعل نطاقه وتطبيقه عالميا أو تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكل مما يعني نقل الشيء من المحدود والمراقب إلى غير المحدود و غير المراقب .كما تعرف العولمة بأنها التوسع المطرد في تدويل الإنتاج من قبل الشركات متعددة الجنسيات بالتوازي مع الثورة المستمرة في الاتصالات و المعلومات و التي حدت بالبعض إلى تصور أن العالم قد تحول بالفعل إلى قرية كونية صغيرة
ومنها المجال الاقتصادي:على اعتبار أن العولمة أصبحت هي القوة الأحادية التي تسيطر على العالم كله.ففي عصر العولمة يصبح الإنتاج الاقتصادي موجها في أساسة إلى الأسواق العالمية وليس للأسواق المحلية,كما يتوجه النشاط الثقافي إلى الأفراد في منطقة ثقافية واحدة,كما تتوجه السياسات وتعمل المؤسسات على الصعيد العالمي وليس على الصعيد المحلى.حيث أصبح النشاط الاقتصادي يتم على الصعيد العالمي وعبر شركات عابرة للقارات,والتي لانخدع نشاطاتها للرقابة الحدودية التقليدية
العولمة الثقافية: هي محاولة فرض المنهج الحضاري الغربي على شعوب العالم تعني تعميم أنماط الثقافة الغربية عامة والأميركية على خاصة وتوسيع دائرة انتشاره بحيث ترتبط أطراف العالم بهذه الثقافة الغالبة والمهيمنة، وتشكل انطلاقا من ذلك ثقافة عالمية واحدة تخترق الثقافات المختلفة بحيث تحولها إلى توابع تسبح في مدار هذه الثقافة العالمية. إن الاتجاه الغالب الذي يلقى قبولا لدى الباحثين العرب أن العولمة تعكس هيمنة الدول الكبرى القوية على الدول الصغرى الضعيفة وإخضاعها لنفوذها والسيطرة على ثرواتها ومقدرته لتحل محله,فهي تسعى إلى سلب الآخرين إرادتهم وطمس هويتهم وهى تعنى السيادة الفكرية لحضارة معينة على مختلف الحضارات وهى من أهم الظواهر التي فرضت نفسها مؤخرا على الساحة الدولية.وقدا سهمت التكنولوجيا المعاصرة في شيوعها مما أدى إلى انهيار الحدود السياسية والجغرافية بين العالم والقضاء على المسافات بين مختلف الدول بفضل التقدم المذهل في وسائل الاتصال ونظم المعلومات
عولمة الإعلام: أما عولمة الإعلام فهي سمة رئيسية من سمات العصر المتسم بالعولمة وهي امتداد أو توسع في مناطق جغرافية مع تقديم مضمون متشابه وذلك كمقدمة لنوع من التوسع الثقافي نتيجة ذلك التطور لوسائل الإعلام والاتصال، التي جعلت بالإمكان فصل المكان عن الهوية، والقفز فوق الحدود الثقافية والسياسية، والتقليل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود، ومن ثم فإن عولمة الإعلام توصف بأنها عملية تهدف إلى التعظيم المتسارع والمذهل في قدرات وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية والثقافية بين المجتمعات بفضل ما تقدمه تكنولوجيا الحديثة والتكامل والاندماج بين هذه الوسائل بهدف دعم وتوحيد ودمج أسواق العالم وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصال والمعلومات العملاقة وهذا على حساب دور الدولة في المجالات المختلفة، عناصر وإشكال الاتصال في العالم الذي تملك فيه الولايات المتحدة الأميركية عناصر السيطرة نجد ما يلي:
- المواد والتجهيزات التقليدية الخاصة بالاتصال وصناعة الإعلام أمريكية
- الطريق السريع للمعلومات تحتل فيه الولايات المتحدة المرتبة الأولى
- تدفق المعلومات عبر الفضائية تحت السيطرة الأمريكية
- مصادر المعلومات أمريكية الصنع
كل هذه العوامل تجعل منها تمارس عولمة الاتصال من خلال أبرز آلياتها متمثلة في القنوات الفضائية والانترنت، وهذا التفوق على أوربا واليابان سواء في الإنتاج أو الترويج للمنتجات الإعلامية مكنها من أن تصبح النموذج الذي تسعى الدول المتخلفة إلى تقليده.ومن خلال عولمة الإعلام ومظاهرها يمكن القول أنه يفرض سيطرته على صناعة الاتصال والمعلومات المصدر الجديد في عصر العولمة لإنتاج وصناعة القيم والرموز والذوق في المجتمعات، وهنا تظهر الصورة كأحد أهم آليات العولمة في المجال الإعلامي بعد التراجع الكبير للثقافة المكتوبة
مهام وسائل الإعلام وشبكات الاتصال في مسار العولمة:
- تروج وسائل الإعلام الإيديولوجية الليبرالية الكونية انطلاقا من الدول الكبرى و المؤسسات الاقتصادي العملاقة - تمثل آلية أساسية للعولمة الاقتصادية باعتبارها تيسر التبادل الفوري واللحظي - تساهم في خلق إشكال جديدة للتضامن والتعاون بين الأفراد عبر الشبكات.
إن الغزو الثقافي الأمريكي بات يأخذ علاوة على التصدير المباشر شكل تحويل غير مباشر للقيم الثقافية وأدواتها بالذات.فالأداة في حد ذاتها خالقة للقيمة وما دامت الولايات المتحدة الأمريكية هي ألان صاحبة السبق في ابتكار احدث أشكال وأدوات التنظيم المعلوماتى للمعرفة فلا عجب أن تكون الرسالة التي تحملها العقول الالكترونية والأقمار الصناعية هي رسالة أمريكية,حتى بصرف النظر عن مضمونها المباشر
وتلعب الوكالة الأمريكية للاتصالات الدوليةUSICA دورا خطيرافي الغزو الثقافي الأمريكي للدول العربية والإسلامية حيث تشرف الوكالة على أربعة أقسام تتوزع على النحو التالي:
1-القسم الإذاعي واهمبرامجه على الإطلاق إذاعة صوت أمريكا
2-القسم السنيمائى والتليفزيونimvوهو يعمل في مجال السمعيات والبصريات وينتج أفلامه للسينما والتليفزيون والفيديو إما مباشرة وإما بالتعاون مع الشركات الخاصة وهو يشرف على جميع المسلسلات التليفزيونية التي يجرى تصديرها للخارج,كما يبث بعض من برامجه مباشرة عن طريق الأقمار الصناعية
3-قسم الصحافة والنشرipsوهو يصدر اثنين وعشرين مجلة تباع تجاريا أو توزع مجانا على شخصيات مختارة,وهذه المنشورات تستهدف في المقام الأول النخبة المثقفة, كما أن هذا القسم يمول دور النشر في شتى إنحاء العالم الثالث, ويساعد ماليا بعض الصحف في العالم الثالث لتوجه حرب المعلومات الدائرة في بلدانها
4-قسم مركز الإعلامicsويختص هذا المكتب بالإعلام البطيء
كيف نتعامل مع العولمة: رغم أننا في حاجه ماسة في هذا العصر إلى الحفاظ على هويتنا الثقافية والقومية والحضارية إلا أننا ينبغي أن نتواصل مع العالم ومع التقدم العلمي المذهل في كافة المجالات لان العولمة أو النظام العالمي الجديد برغم ما يحمل من مخاطر شديدة إلا أنة يمكن أن يتسم ببعض المزايا إذا أحسن التعامل معها بذكاء وفطنة واستطعنا أن نضع الخطط العلمية ونمسك بذمام المبادرة لان هذه الظاهرة ممكن أن تعطينا الفرصة أن نقدم ما لدينا من حجج عقليه وأدلة منطقيه يمكن أن نقنع بها العالم حيث أن مصلحتنا العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية-برغم تشكيك البعض من أي منفعة يمكن أن تعود علينا في ظل العولمة-تدعون للحضور في المستقبل ولا تدعونا للغياب عن الواقع وذلك بالاتصال والتفاعل مع الآخرين وانتقاء ما يساعد على انجاز نهضتنا الثقافية والحضارية وانتخاب عناصر التحديث لمجتمعنا لكن مع الحرص والحذر من ضروب الهيمنة وابتلاع الشخصية القومية والحضارية لأمتنا العربية والإسلامية وهذا يعنى أننا في حاجة إلى تخطيط علمي وآليات جديدة في صناعة الفكر والاستفادة من العطاء الحضاري ونتجاوز السلبيات التي يحملها هذا التيار الذي يجرف في طريقه كل من يقف على ارض هشة .إن التعامل الايجابي مع العولمة لا يتم إلا بان نضع مشروعا ثقافيا قوميا تشارك فيه كل الأفكار العربية الإسلامية ليتم انجاز المشروع والاستفادة من الثورة الاتصالية الممثلة في الفضائيات العربية والإسلامية.هذا المشروع الثقافي نحن في اشد الحاجة إليه لتكون لنا القدرة والقوة للتعامل مع عصر العولمة بالأخذ والعطاء وبالقدرة على الاختيار وان يتم وضع الثقافة العربية والإسلامية ضمن الثقافات العالمية المتنافسة.وينبغي أن يشمل المشروع الثقافي القومي ترجمة كل العلوم التي يمكن أن تقوم عليها حضارة العصر إلى اللغة العربية ونفى الخوف من الثقافات الأخرى ودعم الثقافة العربية والإسلامية في المدرسة والمسجد وأجهزة الاتصال الجماهيري وتطوير التشريع ودعم المؤسسات العلمية وتضافر الجهود لإقامة السوق العربية الموحدة ، وإذا كنا نخاف من مخاطر العولمة ونخشى الغزو الثقافي ولا نعرف كيف نواجهه فان الحل يكمن في تحصين الجماهير بالفكر السليم وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة,التي تمكنهم من الانتقاء أو الرفض.والحفاظ على تراثها ودينها ولغتها ولن يتحقق هذا إلا إذا تم وضع استراتجيه إعلامية وتم الاهتمام بالبحوث العلمية وثورة المعلومات لتحقيق أوسع انتشار للرسالة الإسلامية من خلال وسائل الاتصال الحديثة لتغطى هذه الرسالة اكبر مساحة ممكنة على الكرة الأرضية. ولابد من إقامة علاقات وثيقة في الحياة الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية والإسلامية.وهذا يتم بتجديد الفكر الإسلامي الذي يعنى الحفاظ على الثوابت الحضارية.وليس من خلال الحداثة الغربية التي تقيم قطيعة مع الموروث الثقافي | |
|